الصداقة مع شخص يمتلك سمات نرجسية: هل من الممكن تحقيق التوازن؟

ترتبط الصداقة لدى معظم الناس بالدعم والثقة والتبادل العاطفي.

لكن ماذا لو كان صديقك المقرب يظهر سمات نرجسية واضحة؟ هل يمكنك الحفاظ على العلاقة دون أن تفقد حدودك الشخصية؟ هذا السؤال يثير قلق الكثيرين، إذ تشير الدراسات إلى أن السمات النرجسية شائعة أكثر مما يُعتقد — إذ يمكن أن تظهر لدى ما بين 1٪ و6٪ من السكان PubMed.

في هذا المقال، سنستعرض كيفية التعرف على السمات النرجسية لدى الأصدقاء، والمخاطر والفوائد المحتملة، وكيفية بناء توازن صحي في مثل هذه الصداقات.

ما هي السمات النرجسية؟

السمات النرجسية لا تعني بالضرورة وجود اضطراب نفسي. فهي تشير إلى ميول مثل السعي للاعتراف، الحساسية المفرطة تجاه النقد، والرغبة في أن يكون الشخص محور الاهتمام. بدرجة معتدلة، قد تكون هذه السمات مفيدة — فهي تعزز الثقة بالنفس والقدرة على التعبير. ولكن عندما تكون مفرطة، فإنها تُعقّد العلاقات وتجعلها غير متوازنة.

توضح الجمعية الأمريكية للطب النفسي أن النرجسية موجودة على طيف، ومن المهم التمييز بين احترام الذات الصحي والنرجسية المرضية APA.

طبيعة الصداقة مع شخص يمتلك سمات نرجسية

قد تكون هذه الصداقة ممتعة ومُلهمة أحياناً، ولكنها مرهقة في أحيان أخرى. فالشخص النرجسي قد يكون جذاباً، مليئاً بالطاقة، وملهمًا — لكنه أيضاً قد يكون متطلباً ومتمحوراً حول ذاته. يوضح الجدول التالي بعض الأنماط الشائعة:

السمة ما تعنيه في الصداقة النتائج المحتملة
الحاجة إلى الاهتمام يتحدث الصديق عن نفسه معظم الوقت خطر تجاهل مشاعرك واحتياجاتك
الحساسية تجاه النقد يصعب مناقشة المشكلات بصراحة نشوء خلافات بسبب المشاعر الجريحة
الكاريزما والثقة بالنفس قد يكون ملهمًا وداعمًا قد تشعر بأنك "في الظل"
مثال من الواقع: كانت ليلى صديقة لأحمد منذ أيام الجامعة. كان دائماً محط الأنظار في كل تجمع، ولكنها لاحظت أنه نادراً ما يهتم بمشكلاتها. ومع مرور الوقت، تعلمت أن تقول: «الآن أود أن أشاركك تجربتي، أرجوك استمع إليّ». ومع الوقت أصبح أحمد أكثر انتباهاً.

إيجابيات وسلبيات هذه الصداقة

الإيجابيات

  • الأشخاص ذوو السمات النرجسية غالباً ما يكونون نشيطين وجذابين.
  • قد يلهمون أصدقاءهم لتحقيق أفكار ومشاريع جديدة.
  • نادرًا ما تكون العلاقة مملة معهم — فهم يحبون الحركة والتجديد.

التحديات

  • نقص التعاطف: قد تمر مشاعرك دون ملاحظة.
  • تجاوز الحدود: قد يطلب الصديق الكثير من وقتك واهتمامك.
  • زيادة احتمالية الخلافات بسبب النقد أو التنافس.

كيفية تحقيق التوازن

يتطلب التعامل مع الأشخاص ذوي السمات النرجسية قدراً من الوعي الداخلي والثبات النفسي. يشير خبراء Harvard Health إلى أن التواصل مع هؤلاء يمكن أن يكون بنّاءً إذا أدركت طبيعتهم وحددت حدودك بوضوح.

نصائح عملية

  • ضع حدودك الشخصية. لا تتردد في قول "لا" أو طلب مساحة خاصة بك.
  • حافظ على استقلالك. استمر في ممارسة اهتماماتك والالتقاء بأشخاص آخرين.
  • لا تأخذ الأمور على محمل شخصي. الانتقادات أو التجاهل غالباً ما تعكس مشكلات داخلية لديهم وليست مؤشراً على قيمتك.
  • وازن بين الأخذ والعطاء. انتبه عندما تصبح العلاقة أحادية الجانب.
رأي الكاتب: الصداقة مع شخص يمتلك سمات نرجسية ليست دائماً "سامة". في بعض الأحيان تكون فرصة لتعلم الدفاع عن حدودك وتنمية قوتك الداخلية. ولكن إذا أصبحت العلاقة مرهقة وتفتقر إلى المتعة، فقد حان وقت إعادة النظر في المسافة.

متى يجب الحذر؟

إذا كانت الصداقة تتضمن التقليل من شأنك أو التلاعب أو الضغط النفسي المستمر، فمن المهم التفكير في مدى جدواها. تشير Mayo Clinic إلى أن السمات النرجسية قد تجعل العلاقات مرهقة وتسبب التوتر المزمن للمقربين.

أسئلة شائعة

سؤال: هل يمكن أن أكون صديقًا لشخص نرجسي دون أن أتأذى؟
الجواب: نعم، إذا كنت قادراً على وضع الحدود وفهم طبيعة الشخص الآخر.

سؤال: هل يجب أن أحاول "تغيير" هذا الشخص؟
الجواب: لا. الصداقة ليست علاجاً. من المهم قبول الشخص كما هو أو إعادة النظر في طبيعة العلاقة.

الخلاصة

الصداقة مع شخص يمتلك سمات نرجسية هي اختبار للنضج والقدرة على الحفاظ على التوازن. يمكن أن تكون مليئة باللحظات الممتعة ولكنها تحتاج إلى صلابة نفسية. تذكر أن الصداقة الحقيقية تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير. إذا غاب ذلك، فإن الحفاظ على احترام الذات هو الخيار الأهم.

– هل التقيت من قبل بأشخاص يمتلكون مثل هذه السمات؟
– هل تستطيع الدفاع عن حدودك في الصداقة؟
– هل اضطررت يوماً لتغيير شكل العلاقة للحفاظ على توازنك الداخلي؟

إخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذا المقال هي لأغراض تعليمية فقط ولا تغني عن الاستشارة المهنية. إذا كنت تعاني من صعوبات في العلاقات أو في حالتك العاطفية، يُنصح بالرجوع إلى مختص مؤهل.

شارك قصتك

أخبرنا عن تجربتك المتعلقة بهذا الموضوع.

قصص المستخدمين

كنت صديقة لفتاة منذ حوالي عشر سنوات. كنت أعتقد دائمًا أنها واثقة وجذابة جدًا — من النوع الذي يحب الجميع التواجد معه. لكن مع الوقت لاحظت أن معظم أحاديثنا كانت تدور حولها هي فقط — مشاكلها، قصصها، حياتها. وعندما أحاول أن أشارك شيئًا عن نفسي، كانت تقاطعني أو تغيّر الموضوع.

في البداية ظننت أنني أبالغ. لكن لاحقًا شعرت أنني بعد كل لقاء أشعر بالتعب، وكأنني لم أكن موجودة.

في يوم من الأيام قلت لها بصراحة إنني أتضايق عندما تقاطعني. غضبت وقالت إنني «حساسة جدًا». لم نتحدث لأسابيع، ثم تصالحنا، لكن العلاقة لم تعد كما كانت — أصبحت أكثر هدوءًا وبعدًا.

الآن أدركت أن الصداقة لا تدوم دائمًا. أحيانًا الناس يتغيرون ببساطة. المهم أن لا تفقد احترامك لنفسك ولا تبقى في علاقة لا يسمعك فيها أحد.

مقالات موصى بها